عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه
قال:
"جلس جبريل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلي الس
ماء، فإذا
ملك ينزل فقال جبريل: إن هذا
الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل ال
ساعة،
فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك، قال: أف
ملكا نبيا يجعلك، أو عبدا رسولا؟
قال جبريل: تواضع لربك يا محمد، قال: بل عبدا رسولا".
--------------------------------------------------------------------------------
عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه
في قوله ـ عز وجل ـ
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم) إلي قوله تعالى: (أفتهلكنا بما فعل المبطلون).
قال: جمعهم له يومئذ جميعا ما هو كائن إلي يوم القيامة، فجعلهم أرواحا ثم
صورهم،
واستنطقهم فتكلموا، وأخذ عليهم العهد والميثاق، وأشهدهم على أنفسهم: (ألست
بربكم؟ قالوا: بلى، شهدنا. أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين
أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل
المبطلون).
قال: فإني أشهد عليكم السماوات السبع وال
أرضين السبع وأشهد عليك أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم ن
علم، أو تقولوا: إنا كنا من هذا غافلين، فلا تشركوا بي شيئا فإني أرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم
كتبي. فقالوا: تشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك، ورفع لهم أبوهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغنى والفقر وحسن ال
صورة وغير ذلك، فقالوا: رب لو سويت بين عباد؟ فقال: إني ا
حب أن أشكر. ورأى فيهم
الأنبياء مثل السرج، وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة، فذلك قوله عز وجل: (وإذا أخذنا من النبيين مثاقهم ومنك ومن نوحٍ).
وهو قوله تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفا
فطرت الله التي
فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله).
وذلك قوله تعالى: (هذا نذير من النذر الأولى).
وقوله: (وما وجدنا لأكثرهم من عهدٍ وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين).
وهو قوله: (ثم بعثنا من بعد رسلا إلي
قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل).
كان في
علمه
بما أقروا به من يكذب به ومن يصدق به فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي
أخذ عليها الميثاق في زمن آدم فأرسل ذلك الروح إلي مريم حين:
(إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم
حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا). إلي قوله (مقضيا ف
حملته).
قال:
حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى ـ عليه السلام ـ قال أبي بن كعب: دخل من فيها